الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بالموسيقى والسينما والشعر: قليبية تحتفي بأربعينية الفنان الزين الصافي

نشر في  26 جويلية 2015  (14:17)

احتفت مدينة قليبية يوم الجمعة 24 جويلية بمرور 40 يوما على رحيل الفنان الزين الصافي. وقد تميز الحفل الذي احتضنه مسرح الهواء الطلق بحضور طيف واسع من أصدقاء الراحل والفنانين الذين رافقوه خلال مسيرته الفنية.

واستهل المخرج مروان المدب الحفل بكلمة حيى فيها روح الزين الصافي لأن "الفنانين الصاديقين لا يموتون" وذكر بنضاله كمربي وكفنان ومناضل وملتزم بقيم الجمهورية والإنسانية. وقد ولد الزين الصافي يوم 11 ماي 1961 ورحل عنا "كجل الطيور المهاجرة" يوم 7 جوان 2015.

ثم أطلّ الشاعر الصغير أولاد حمد على الركح من خلال فيديو تسجيلي حيى فيه مدينة قليبية التي أنتجت الكتاب والمبدعين وكانت ملجأ للثقافة الهادفة. وقال أولاد حمد أنّ الزين الصافي سيظل في القلب داعيا الحضور الى إعادة انتاج أغانيه. وقال أولاد حمد أنه من حسن الحظ أن الزين الصافي كان شاهدا على بدايات الثورة وتمنى لو كان محمود درويش ومحمد عابد الجابري حاضرين أيضا رغم كل التعثرات. وأشار الشاعر الى أنّ الحراك الشعبي، لا الإيديولوجيا والخصام الميتافيزيقي، سيتكفل بتحقيق بقية اهداف الثورة.. واستشهد بالأبيات الشعرية الجميلة التالية:

"الريح آتية وبيوتهم قش 
والكف عالية وزجاجهم هش 
لا تحزنوا أبدا يا إخوتي أبدا 
ان شردوا طيرا 
يمضي له العش"

إثر ذلك، إكتشف الجمهور الحاضر مقتطفات من حوار حصري صوره كريم السمعلي مع الزين الصافي خلال السنة الماضية وتحدث فيه الفنان عن مسيرته مسترجعا أهم محاطاتها ومنها بداياته في نوادي الشبيبة المدرسية ثم سفره الى بغداد مع لطيفة العرفاوي وفاطمة بن عرفة لتمثيل تونس في مهرجان الشباب العربي. كما أشار الراحل الى الحراك السياسي الذي وجده في كلية 9 أفريل. وقال الصافي إنّ عرض مرسال خليفة في قرطاج في الثمانينات أثر في مسيرته، مشيرا الى فضل المنتج الحبيب بلهادي الذي ساعده لكي يثبت في طريق الأغنية الملتزمة وشارك في عرض "القبة" بإقتراح منه مقدما اغنية "أنا الأديب لما اتكلم" للشيخ امام. وتضمن الشريط صورا نادرة جمعت الراحل مع عدد من الفنانين والإعلاميين على غرار الشيخ امام وسميح القاسم وحبيب جغام.

ثم تولى جمع من الفنانين تكريم الزين الصافي من خلال آداء مجموعة من الأغاني والقصائد. ونذكر من بينهم الفنان جمال قلة الذي أهدى قصيد "زهور" الى حمادي العجيمي والصغير ولاد حمد والشيخ امام والزين الصافي، والشاعر الطيب بوعلاق الذي أهدى قصيدا مؤثرا لروح الزين الصافي وللهادي قلة وحمادي العجيمي، فضلا عن الشاعر عبد الجبار العش ومجموعة "عيون الكلام" لخميس البحري وأمال حمروني و"الحمائم البيض".

من جهتها قدمت مجموعة "وتر وكلمة" للزين الصافي والشاذلي الخمسي باقة من الأغاني التي كتب أغلب كلماتها الشاعر آدم فتحي واشتهر بها الراحل ومنها "هلالية"، و"متودعنيش" لجاك برال والتي أدتها الشابة ياسمين الطرابلسي و"بنت القمرة" التي أدتها زهرة عبد اللطيف وأغنية "القفة" التي أدتها ريم بن سالم فضلا عن اغنية "لا نطيق الذل" و"قرنفلة" لحمادي العجيمي و"بحارة" كلمات آدم فتحي، ألحان الشاذلي الخمسي وآداء أنيس الشيخ. كما تم بالمناسبة عرض أغنية جديدة للزين الصافي تحمل عنوان "سقف بيتي حديد" كلمات ميخاييل نعيمة، ألحان الزين الصافي وتوزيع الشاذلي الخمسي.

هذا دون أن ننسى الكلمة التي ألقاها علي الزديني نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والذي ذكّر أن الزين الصافي كان من بين الأوائل الذين انتموا لفرع الرابطة بقليبية وأنه دافع بأغانيه عن حرية التعبير وعن الحقوق الإقتصادية والإجتماعية.

بقي ان ننوه بحسن تنظيم سهرة الأربعينية التي لم يحضر فيها الشعر والموسيقى والسينما فقط، بل سجل فيها حب المقربين والفنانين والجمهور حضوره بقوة.. فقد كان الزين الصافي وسيظل رمزا من رموز الأغنية الملتزمة في البلاد.

 

 

 

شيراز بن مراد